غير مصنف

الاعلام اقوى الاسلحة للدمار الشامل

تحت عنوان

قصة قديمة جديدة

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين  

سقط العراق بسلاح الاعلام في عام 2003 كان هذا فالامس فماذا عن اليوم ولمعرفة خطورة هذا السلاح يجب ان استشهد بمثل موصلي قديم (اتريدها اكبار اكبار اتريدها اصغار اصغار) والمعنى الحقيقي لهذا المثل ما يجري اليوم على الساحة الاعلامية فقتل الاطفال والنساء بحادثة العامرية عام 1991 كانت خطأ غير مقصود ولا يحاسب عليه احد وكان هذا بالامس اما في العصر الحديث خراب بلد ودمار دولة لها من السنوات التاريخ في عمر الحضارة في هذا البلد ما يفوق عدد سكان الولايات المتحدة او اكثر ويمر كل هذا واكثر مرور العابرين وهذا بسبب الاعلام وما نشهده اليوم من فوضى هو بسبب الاعلام ويعد الاعلام هو شخصية الجاسوسية التي تنفذ ما تشاء وقت ما تشاء بلا حساب او عقاب من احد والكل يتذكر مصطلح الجاسوس وشخصية رأفت الهجان حتى وصل الامر باحدهم انه يتمنى ان يكون جاسوس كشخصية (ليفي كوهين) ومن هنا يبدأ دور الاعلام في تجميل الرذيلة ولكن الجاسوس الحقيقي لم يكن العمل الدرامي ولكن كان جهاز التلفاز وما يسمى بالتوعية الوطنية في ذلك الوقت وفقد كانت الدول تصنع فكر من خلال ما ترسل من افكار تخدم السلطة في القرن الماضي وطريقة اقناع الرأي العام بالممارسات الخاطئة التي تقوم بها السلطة في ذلك الوقت ولكن مع ظهور التطور الالكتروني وما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي بدأ عمل الجاسوسية يأخذ دور اوسع وشامل فكل ما نحن نقوم بعمله اليوم هو نشر الافكار الهدامة على مواقع التواصل لغرض ضمان اوصالها للجميع فبدأت حرب الدين والاخلاق والقيم والمبادئ والاغرب ان كل من على الارض هو مقتنع بما يعمل بغض النظر عن ما يفعل وهذا بسبب الاعلام ومن اهم صفات الاعلام في يومنا هذا هو النفاق والتطبيل والتأويل والتكبير والتصغير وكلها بمعاير من يقوم على قيادة تلك المؤسسات فضاع الحق بيننا ولا خير في امة ضاع الحق بينهم والاغرب ان الاعلام اليوم استفحل امره واصبح الوحش الذي لا يمكن ايقافه بسبب حالة الادمان الجماعي للمجتمع على مواقع التواصل الاجماعي ومن يظن في نفسه انه سيد القوم بالمال او النفوذ فأحب ان اقول لهم انك انت وما تملكه لمن يملك الاعلام فانه من يجعلك تشتري او تبيع او تقتل او تقتل وقد وصل الامر انه صاحب القرار في خروجك من المنزل او لا وبهذا ان كل من على وجه الارض هم عبيد لمن يمسك بسلطة الاعلام ولا اقصد بهذا اعلام الحكومات في دول الاعلام لانه وببساطة لا ينظوي تحت مصطلح الاعلام ولكنه يخضع لما يسمى بالتهريج الاعلامي المدفوع الثمن فالاعلام الذي اقصده وما يسمى بالاعلام الحكومي هو اما ان يروج لتلميع شخصية تريد التلميع الشخصي او ممول من احزاب او جهات تعمل تحت وصايا مخابراتية لبعض الدول وهنا اريد ان يعلم الجميع ان هناك عملية تخريب منظم المقصود منه تحويل العالم لصورة مشابها لم يروج في بعض افلام هوليوود وسوف يحصلون على ما يردون بسبب اختفاء الوعي الديني والاخلاقي وهناك صورة سيئة يجب الاشارة لها ان كل مواقع التواصل الاجتماعي لها هدف وحيد لا غير هو تجميل صورة الرذيلة في المجتمع وهذا ما يحدث اليوم وارجو توخي الحذر فالعالم الى احضان الرذيلة وهي مسالة وقت لا اكثر وفي نهاية ما بدأت احب التنوية ان هناك مقالات سوف تكون عن الاعلامي وما يفعله اليوم في كل جانب من جوانب الحياة حفظكم الله من كل ما يرسم لكم اليوم .

غير مصنف

مسلسل جزيرة غمام

مسلسل جزيرة غمام

تحت عنوان

قراءة في الدراما الرمضانية

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين

أزدحم شهر رمضان كما هو الحال في كل سنة في الكم الهائل من الأعمال الدرامية وتنوعت ما بين الأعمال السياسية والاجتماعية والكوميدية ولكن يبقى هناك عمل متميز يجمع كل العناصر التي ترسم النجاح للعمل الفني ومن هنا تكون الانطلاقة بين تلك الأعمال وفرزها ويأتي مسلسل (جزيرة غمام) للمؤلف عبد الرحيم كامل والعمل من إخراج  حسين المنباوي وشترك مجموعة من النجوم البارزة ومن اهم تلك الأسماء الفنان الصاعد بقوة أحمد أمين والمبدع أيضا طارق لطفي وأخرون أيضا وهم ليسوا بشيء القليل وما هو مميز في هذا العمل هو العمل التقني الذي يشمل النص وطرق معالجته مع ان الفكرة الأساسية للموضوع هو صراع الشر والخير ولكنه بهذا العمل قد تم تقديمة بشكل مغاير وقد شمل العمل محاور عديدة منها الصراع الديني ما بين السلطة والمال والعلم وقد قدم أيضا المحور السياسي والصراع العرابي الإسرائيلي بطريقة الإيحاء وهناك محور مميز في العمل وهو الترميز وهذا ما أضاف للعمل نكهة مغايرة وأعطى طابع الاختلاف وهنا سوف نتحدث عن تلك المحاور

الصراع الديني

تبدأ القصة في لحظة وفاة الشيخ الجليل لهذه البلدة والتي تحمل اسم العمل وكان له ثلاث مريدين أي طلاب علم ( مجاهد ، غفران ، عرفان) وقد ورثهم وأعطى لمجاهد مكانه في المسجد وهذا ما كان يعني السلطة الدينية أما عن شخصية غفران فقد أورثه بيته وهذا إشارة الى المال وهنا قد يسأل أحدكم عن شخصية عرفان وقد ورثه الشيخ سبحته ودفتر كتب عليه تاريخ البلد بدون أسماء وهنا الإشارة إلى العلم وقد ولد هنا صراع ما بين السلطة والمال والعلم وقد أفسدت السلطة الشيخ مجاهد وقد حدثته نفسه على انه الولي على رقاب البشر وهنا يشير المؤلف إلى الجماعات الجهادية الشاذة أما عن شخصية غفران فقد افسده المال وتحول إلى دجال يمارس السحر وقراءة الغيب ولكن يبقى عرفان وعلمه محط أنظار الناس ومكانته في البلدة وقد نتج عن هذا الصراع شق المفهوم الديني لدى سكان البلدة وهذا لم يكن بمحض الصدفة الدرامية ولكنها رسائل مقصودة لتوعية الرأي العام بمدى خطورة هذا الاختلاف فعندما يتحول الصراع إلى الساحة الدينية يكون هناك استفزاز لمشاعر البشر لانها غريزية وليست مكتسبة وأرى أن المؤلف قد قدم نموذج حي لما يجري على الواقع وهذه الأعمال هي التي تساهم في بث الوعي الحياتي لدى المشاهد .

الصراع السياسي

قدم العمل هنا نموذج لقضية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال الصراع مع مجاميع تسمى في العمل (طرح البحر) وهم الغجر أشاره واضحة لقضية اغتصاب الأرض الفلسطينية والسبل الشاذة التي اتبعها اليهود في الاحتلال وما وضح تلك المسألة هي المشاهد التي بدأ العمل بها في الحلقة الأولى فالمسلسل كان قصة تروى على مسامع الرئيس السادات رحمه الله وقد وضع العمل الحلول للقضاء على هذه المجاميع من خلال نظرية الوحدة في الموقف والرأي وقد كان للمؤلف نجاح ثاني في هذا المحور وهذا ما يحسب له ولكادر العمل

الترميز غي العمل

ورد في العمل رموز كثيرة منها

الزوبعة : ويقصد بها الفتنة العمياء عندما تحل في الأرض لا تبقى شيء يذكر

الشوطة : وهي اسم مدينة قد أحرقتها الفتنة وكانت درس لمن حولها او يسمع بها

دفتر الشيخ : وما ادراك ما يعني دفتر الشيخ الذي كان يكتب التاريخ لهذه البلدة وكيف عندما وقع هذا التاريخ بيد زعيم طرح البحر (خلدون) وكيف سير التاريخ لأثارة الفتن بين الناس وهنا ارد المؤلف الإشارة إلى أن التاريخ الذي نقرأه الأن هو سبب كل خلافاتنا الاجتماعية والسياسية وهذا ما اثر إعجابي بالعمل من الناحية الأدبية وطريقة المعالجة للنص الدرامية .

ويعتبر هذا العمل شامل من خلال المواضيع التي طرحها التي أوصلتنا إلى حالنا اليوم من تفكك وانحلال أخلاقي واجتماعي والحق يقال أننا نفتقد إلى نوعية هذه الأعمال التي لها وقع اجتماعي في المجتمع ومن باب الحق أن العمل مميز جداً وهنا يجب تقديم الشكر وتقدر لكادر العمل على بذل الجهد لتقديم أعمال مميزة بهذا الحجم